سورة القصص
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٤] (طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤))
(إِنَّ فِرْعَوْنَ) النفس الأمّارة استعلى وطغى في أرض البدن (وَجَعَلَ أَهْلَها) فرقا مختلفة متخالفة متعادية لاتباعهم السبل المتفرّقة وتجافيهم عن طريق العدل والتوحيد والصراط المستقيم (يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) هم أهل القوى الروحانية (يُذَبِّحُ) من ناسب الروح في التأثير والتعلي من نتائجها بإماتته وعدم امتثال داعيته وقهره (وَيَسْتَحْيِي) ما ناسب النفس في التأثر والتسفل بتقويته وإطلاقه في فعله.
[٥ ـ ٦] (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٦))
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) بالإذلال والإهانة والاستعمال في الأعمال الطبيعية والاستخدام في تحصيل اللذات البهيمية والسبعية وذبح الأبناء واستحياء النساء ، فننجيهم من العذاب (وَنَجْعَلَهُمْ) رؤساء مقدّمين (وَنَجْعَلَهُمْ) ورّاث الأرض وملوكها بإفناء فرعون وقومه (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) بالتأييد (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ) النفس الأمّارة (وَهامانَ) العقل المشوب بالوهم المسمّى عقل المعاش (وَجُنُودَهُما) من القوى النفسانية (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) من ظهور موسى القلب وزوال ملكهم ورئاستهم على يده.
[٧] (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧))
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) أي : النفس الساذجة السليمة الباقية على فطرتها وهي اللوّامة (أَنْ أَرْضِعِيهِ) بلبان الإدراكات الجزئية والعلوم النافعة الأولية (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) من استيلاء النفس الأمّارة وأعوانها (فَأَلْقِيهِ) في يمّ العقل الهيولاني والاستعداد الأصليّ أو في يمّ الطبيعة البدنية بالإخفاء (وَلا تَخافِي) من هلاكه (وَلا تَحْزَنِي) من فراقه (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) بعد ظهور