سورة الانشقاق
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) كقوله : انفطرت (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) أي : انقادت لأمره بانفراجها عن الروح الإنساني انقياد السامع المطيع لأمره المطاع (وَحُقَّتْ) أي : حقّ لها ووجب أن تنقاد لأمر القادر المطلق ولا تمتنع وهي حقيقة بذلك.
[٣ ـ ٥] (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥))
(وَإِذَا) أرض البدن (مُدَّتْ) وبسطت بنزع الروح عنها (وَأَلْقَتْ ما فِيها) من الروح والقوى (وَتَخَلَّتْ) تكلفت في الخلو عن كل ما فيها من الآثار والأعراض كالحياة والمزاج والتركيب والشكل بتبعية خلوها عن الروح.
[٦] (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (٦))
(إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ) ساع مجتهد في الذهاب إليه بالموت ، أي : تسير مع أنفاسك سريعا كما قيل : أنفاسك خطاك إلى أجلك ، أو مجتهد مجد في العمل خيرا أو شرّا ذاهبا إلى ربّك (فَمُلاقِيهِ) ضرورة ، والضمير إمّا للربّ وإما للكدح.
[٧ ـ ٩] (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩))
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) بأن جعل من أصحاب اليمين في الصورة الإنسانية آخذا كتاب نفسه أو بدنه بيمين عقله ، قارئا ما فيه من معاني العقل القرآني (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) بأن تمحى سيئاته ويعفى عنه ويثاب بحسناته دفعة واحدة لبقاء فطرته على صفائها ونوريتها الأصلية (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ) ممن يجانسه ويقارنه من أصحاب اليمين مسرورا فرحا بصحبتهم ومرافقتهم وبما أوتي من حظوظه.
[١٠] (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠))
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) أي : جهته التي تلي الظلمة من الروح الحيوانية والجسد ، فإن وجه الإنسان جهته التي إلى الحق وخلفه جهته التي إلى البدن الظلماني بأن ردّ