سورة العاديات
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١))
(وَالْعادِياتِ) أي : النفوس المجتهدة السائرة في سبيل الله التي تعدو من شدّة سيرها ورياضتها وجدّها في سعيها كالخيل العادية تتنفس الصعداء من برحاء الشوق.
[٢] (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢))
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) فتوري نارا بقداح النتائج والاشتغال بنور العقل الفعال بقدح زناد النظر وتركيب المعلومات بالفكر.
[٣] (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣))
(فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) أي : التي تغير ما يتعلق بها مما في ظواهرها وخارجها من الماليات ، ومما في بواطنها وداخلها من هيئات صفات النفوس وآثار الأفعال وميول الشهوات واللذات ووساوس الوهم والخيال بنور صبح التجلي الإلهي وأثر الطوالع ومبادئ الوصول تركا وتجريدا.
[٤] (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤))
(فَأَثَرْنَ بِهِ) بنور ذلك التجلي وصبح يوم القيامة الكبرى ونقع تراب البدن بإنهاكه وتلطيفه وتنحيفه بالرياضة ومنع الحظوظ لشدة التوجه إلى الحق والإقبال إليه بالعشق وانزعاج القوى في مشايعة القلب والروح عن جانب البدن واشتغالها عنه بتلقي الأنوار كما يقال : أثار عنه الغبار ، أي : أفناه وأهلكه وجعله كالغبار في التلاشي.
[٥] (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥))
(فَوَسَطْنَ بِهِ) أي : بذلك الصبح ونوره أجمع عين الذات فاستغرقن فيه أي : لطفن كثافة تراب البدن حتى يصير كالنقع في اللطافة ، فوسطن بذلك النقع جمع الذات فإن الوصول إنما يكون بالأبدان كمعراجه عليهالسلام فإنه كان بالبدن ، أي : العالمات العاملات التاركات المجرّدات بنور التجلي المنهمكات للأبدان بالرياضة فالواصلات.
[٦] (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦))