سورة والمرسلات
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (١) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (٢) وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) أقسم سبحانه بأنوار القهر واللطف الموجبة للكمال والوقوف على أحوال القيامة فقال : والمرسلات ، أي : الأنوار القاهرة التي أرسلت إلى النفوس الإنسانية (عُرْفاً) أي : متتالية متتابعة ولوائح ولوامع وطوالع من قولهم : جاءوا عرفا ، ثم تشتدّ وتقوى كالرياح العاصفة فتعصف بالصفات النفسانية والقوى البدنية والروحانية بتجليات صفات العظموت والجبروت فتقهرها وتذريها. وإن فسر العرف بالذي هو ضدّ النكر فمعناه : والمرسلات للإحسان فإن هذا القهر في ضمنه لطف خفيّ كماقال : «سبقت رحمتي غضبي». وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : واتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته.
[٣ ـ ٥] (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (٣) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (٤) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (٥))
(وَالنَّاشِراتِ) والأنوار التي تنشر وتحيي ما أهلكته وأفنته العاصفات من تجليات صفات المحبة والرحموت ، فتفرق بينها بإقامة كل في مقامها ليتميز بعضها من بعض وتفصل بين الحق والباطل من أفعالها ، فتلقي الذكر أي : العلم والحكمة لأن العلم يستدعي دعاء وجوديا ظاهرا فلا يمكن فيضانه في حال الفناء بالتجلي القهري ولا قبله وإلا لكان فكريا مستنبطا بالعقل المشوب بالوهم فكان شيطنة وشبها مختلطا فيها الحق بالباطل.
[٦] (عُذْراً أَوْ نُذْراً (٦))
(عُذْراً أَوْ نُذْراً) كلاهما بدل من ذكرا أي : عذرا للمستغفرين المتصلين ومحوا لسيئاتهم وهيئات نفوسهم وصفاتهم وإنذارا للمنغمسين في ملابس الطبيعة والبدن المحجوبين بغواشيها ولذاتها وشهواتها عن الحق أو مفعول لهما أي : لمحو سيئات الأوّلين وذنوب صفاتهم وأفعالهم وإنذار الآخرين أو حالان أي : فيلقين ذكرا عاذرات ومنذرات.
[٧ ـ ١٢] (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (٧) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢))
(إِنَّما تُوعَدُونَ) من أحوال القيامة الصغرى والكبرى (لَواقِعٌ فَإِذَا النُّجُومُ) أي : الحواس