«واللام» فى «للذين» ، و «فى» فى قولك «فى الدار زيد» ، و «على» من قولك ، على زيد ثوب ، متعلقات بذلك المحذوف الذي قامت مقامه ؛ فالحال هى من ذلك الضمير الذي انتقل إلى حرف الجر. والرافع لذلك الضمير هو الناصب للحال ؛ والتقدير : قل هى ثابتة للذين آمنوا فى حال خلوصا لهم يوم القيامة.
وقد قال الأخفش : إن قوله «فى الحياة الدنيا» متعلق بقوله «أخرج لعباده» ، ف «أخرج» هو العامل فى الظرف الذي هو «فى الحياة الدنيا».
وقيل : قوله : «فى الحياة الدنيا» متعلق ب «حرم» ، فهو العامل فيه ؛ فالمعنى ، على قول الأخفش : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده فى الحياة الدنيا ؛ وعلى قول غيره : قل من حرم فى الحياة الدنيا زينة الله التي أخرج لعباده.
ولا يحسن أن يتعلق الظرف ب «زينة» ؛ لأنه قد نعت ، ولا يعمل المصدر ، ولا اسم الفاعل ، إذا نعت ، لأنه يخرج عن شبه الفعل ، ولأنه يقع فيه تفريق بين الصلة والموصول ؛ وذلك أن معمول المصدر فى صفته ونعته ليس فى صلته ، فإذا قدمت النعت على المعمول قدمت ما ليس فى الصلة على ما هو فى الصلة.
وفى قول الأخفش تفريق بين الصلة والموصول ؛ لأنه إذا علق الظرف ب «أخرج» صار فى صلة «التي» ، وقد فرق بينه وبين تمام الموصول ، و «فى الحياة الدنيا» من تمام الموصول ، فقد فرق بين بعض الاسم وبعض ، بقوله «والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا».
ويجوز أن يكون «فى الحياة الدنيا» متعلقا ب «الطيبات من الرزق» ، فيكون التقدير : ومن حرم الطيبات من الرزق فى الحياة الدنيا.
ولا يحسن تعلق «فى الحياة» ب «الرزق» ؛ لأنك قد فرقت بينهما بقوله : «قل هى للذين آمنوا».
ويجوز أن يكون تعلق الظرف ب «آمنوا».
٣٣ ـ (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)
«ما ظهر» : ما ، فى موضع نصب ، على البدل من «الفواحش».
«وأن تشركوا ، وأن تقولوا» : وأن ، فيهما ، فى موضع نصب ، عطف على «الفواحش».