٤٥ ـ (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ
بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ)
«والعين بالعين» : من نصبه ، وما بعده من الأسماء ، عطفه على ما عملت فيه «أن» ، وهو «النفس» ، و «بالنفس» خبر «أن» ، وكذلك كل مخفوض خبر لما قبله.
ومن رفع «والعين» ، و «الأنف» ، و «السن» ، عطفه على المعنى ؛ لأن معنى «كتبنا عليهم» : قلنا لهم : النفس بالنفس ، فرفع على الابتداء.
وقيل : هو مبتدأ مقطوع مما قبله.
وقيل : هو معطوف على المضمر المرفوع فى «بالنفس» ، وإن كان لم يؤكد ، فهو جائز ، كما قال تعالى : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) ٦ : ١٤٨ ، وليس فى زيادة «لا» بعد حرف العطف حجة تنفى أنها فصلت ؛ لأنها بعد حروف العطف ، والمخفوض خبر كل ابتداء.
«والجروح قصاص» : من نصبه عطفه على «النفس» ، و «قصاص» الخبر ؛ ودل على أنه مكتوب فى التوراة كغيره.
ومن عطفه على موضع «أن» وما عملت فيه ، فهو مبتدأ ، مكتوب أيضا ، «وقصاص» خبر الابتداء.
وقيل : هو ابتداء منقطع مما قبله ، على أنه غير مكتوب ، وإنما يكون هذا منقطعا على قراءة من نصب «العين» وما بعده ، ورفع «الجروح».
فأما من رفع «العين» وما بعده ، ورفع «الجروح» فهو كله معطوف بعضه على بعض ؛ وهى قراءة الكسائي.
٤٦ ـ (وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ
وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
«مصدّقا» الأول : حال من «عيسى» ، و «مصدقا» الثاني ، إن شئت عطفته على الأول ، حالا من «عيسى» أيضا ، على التأكيد ؛ وإن شئت جعلته حالا من «الإنجيل».
«وهدى وموعظة» : نصب ، عطف على «مصدقا».