٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ)
«شهداء» : حال من المضمر فى قوله : «قوامين».
ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «كان».
وقيل : هو نعت ل «قوامين».
٩ ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
«وعد الله الذين آمنوا» : أصل «وعد» أن يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما ، وكذلك وقع فى هذه الآية ، تعدى إلى مفعولين : واحد ، هو «الذين» ، ثم فسر المفعول المحذوف وهو «العدة» بقوله : «لهم مغفرة وأجر عظيم».
١٣ ـ (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)
«فبما نقضهم» ، كالذى فى «النساء» ٤ : ١٥٥.
«يحرّفون» : حال من أصحاب القلوب.
١٤ ـ (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)
«من» : متعلقة ب «أخذنا» ؛ أي : وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ؛ مثل قولك : من زيد أخذت درهمه ؛ ولا يجوز أن تنوى ب «الذين» التأخير بعد «الميثاق» ، لتقدم المضمر على المظهر ، إنما ينوى به أن يكون بعد «أخذنا» ، وقبل «الميثاق» ؛ لأنهما مفعولان ل «أخذنا» ، فليس لأحدهما مزية فى التقدم على الآخر.
والهاء والميم يعودان على «الذين» ، وليس موضع «الذين» أن يكون بعد «ميثاقهم» ، فلذلك جاز ، ألا ترى أنك لو قلت : ضرب غلامه زيدا ، لم يجز ، ولا يجوز أن ينوى بالغلام التأخير ، لأنه فى حقه ورتبته ؛ وحق الفاعل أن يكون قبل المفعول ، فلا ينوى به غير موضعه ، فإن نصبت «الغلام» ورفعت «زيدا» جاز ؛ أنك تنوى بالغلام والضمير التأخير ؛ لأن التأخير هو موضعه ، فينوى به موضعه بعد الفاعل.
يمنع الكوفيون أكثر هذا.
وقد رووا الآية على حذف ، تقديره عندهم : ومن الذين قالوا إنا نصارى من أخذنا ميثاقهم ؛ فالهاء والميم يعودان