فالتثنية هنا لأجل الفاصلة ، رعاية للتى قبلها والتى بعدها على الوزن ، وقال الفراء : هذا من باب مذهب العرب فى تثنية البقعة الواحدة وجمعها. ورد عليه ابن قتيبة فقال : إنما يجوز فى رءوس الآى زيادة هاء السكت أو الألف ، أو حذف همزة أو حرف ، فأما أن يكون الله وعد جنتين فتجعلهما جنة واحدة من أجل رءوس الآى فمعاذ الله ، وكيف هذا وهو يصفها بصفات الاثنين ، قال تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ) الرحمن : ٤٨ : ثم قال تعالى : (فِيهِما) الرحمن : ٥٠.
٨ ـ تأنيث ما أصله أن يذكر ، كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) المدثر : ٥٤ ، وإنّما عدل إليها للفاصلة.
٩ ـ الزيادة ، كقوله تعالى فى سورة الأعلى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الأعلى : ١ ، وفى سورة العلق : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) العلق : ١ ، فزاد فى الأولى «الأعلى» وزاد فى الثانية «خلق» مراعاة للفواصل فى السورتين ، وهى فى الأعلى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) الأعلى : ٢ ، وفى العلق (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) العلق : ٢.
١٠ ـ صرف ما أصله ألا ينصرف ، كقوله تعالى : (قَوارِيرَا. قَوارِيرَا) الإنسان : ١٥ ، ١٦.
صرف الأول لأنه آخر الآية ، وآخر الثانى بالألف ، فمن جعله منونا ليقلب تنوينه ألفا ، فيتناسب مع بقية الآى ، كقوله تعالى : سلاسلا وأغلالا ـ هذه قراءة نافع وأبى بكر ، والكسائى ، وأبى جعفر ـ فإن «سلاسلا» لما نظم إلى (أَغْلالاً وَسَعِيراً) الإنسان : ٤ ، صرف ونون للتناسب ، وبقى «قواريرا» الثانى ، فإنه وإن لم يكن آخر الآية جاز صرفه ، لأنه لما نون «قواريرا» الأول ناسب أن ينون «قواريرا» الثانى ليتناسبا ولأجل هذا لم ينون «قواريرا» الثانى إلا من ينون «قواريرا» الأول