عليه وسلم على راحلته وهو مستقبل من مكة إلى المدينة ، حيث توجهت به ، فعلم أن هذا هو المراد.
٧ ـ وقد جاءت آيات فى مواضع اتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها ، كنزول آية الظهار فى أوس بن الصامت ، وآية اللعان فى شأن هلال بن أمية.
الخزاعى ، أحد الثلاثة الذين خلّفوا ثم تاب الله عليهم ، ونزول حد القذف فى رماة عائشة رضى الله عنها ، ثمّ تعدى حكمها إلى غيرهم.
* * *
(٧) الاستعارة :
وهى أن تستعار الكلمة من شىء معروف بها إلى شىء لم يعرف بها ، وذلك :
١ ـ لإظهار الخفى ، كقوله تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ) الزخرف : ٤ ، فإن حقيقته أنه فى أصل الكتاب ، فاستعير لفظ الأم للأصل ، لأن الأولاد تنشأ من الأم ، كما تنشأ الفروع من الأصول ، والحكمة فى ذلك تمثيل ما ليس بمرئى حتى يصير مرئيّا ، فينتقل السامع من حد السماع إلى حد العيان ، وذلك أبلغ فى البيان.
٢ ـ إيضاح ما ليس بجلى ليصير جليّا ، كقوله تعالى : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ) الإسراء : ٢٤ لأن المراد أمر الولد بالذل لوالديه رحمة. فاستعير للولد أولا جانب ، ثم للجانب جناح والحكمة فى ذلك جعل ما ليس بمرئى مرئيّا لأجل حسن البيان.
ولا بد فيها من ثلاثة أشياء أصول : مستعار ، ومستعار منه ، وهو اللفظ ، ومستعار له ، وهو المعنى ، ففي قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) مريم : ٤ ، المستعار : الاشتعال ، والمستعار منه : النار ، والمستعار له : الشيب. والجامع بين المستعار منه والمستعار له مشابهة ضوء النار لبياض الشيب.