وأمّا ال «ثَمَرْ» فقد جاء في «مقاييس اللغة» أنّ هذا اللفظ يعني في الأصل كلَّ شيءٍ يتولد من شيءٍ آخر ، وقال بعض اللغويين ، أنّه يعني ما يحصل من الشجرة فقط.
وصرَّحَ قسمٌ آخر من ارباب اللغة ، بان كل موجود يحصل ويتولد عن موجودٍ آخر مأكولاً كان أم غير مأكول ، مرغوباً كان أم غير مرغوب ، حلواً كان أم مُراً ، يسمى «ثَمَراً».
لكن الظاهر أنّ الثمر كان له في الأصل مفهومٌ محدودٌ وهو الفاكهة الحاصلة من الشَجَر ، لكنَّ هذا المفهوم اتَّسَعَ فيما بعد واطلقَ مجازاً على محصول ومنتوجِ أيّ شيء ، حتى أصبح يقالُ إنَّ ثمرةَ هذا المذهب وهذه التعاليم كانت كذا وكذا ، وجاء في الرواية : «امُّك أَعْطَتكَ مِنْ ثَمَرةِ قَلبها» ، إشارة إلى حليب الام أو محبتها ، وفي الروايات أيضاً اطلقَ على الوَلَد بانه ثمرة الفؤاد.
* * *
جمع الآيات وتفسيرها
الورق الأخضر للأشجار :
أشار في الآية الاولى إلى المشركين أو الجاحدين ، فقال : (أَوَلَمْ يَرَوا إلى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَريْمٍ).
ثمَّ صرح قائلاً : (إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيةً وَمَا كَانَ أكْثَرُهُمْ مُّؤمِنينَ).
أجَلْ ... فلو تَمَعَّنَ هؤلاء في هذه النباتات الملّونة ، والأزهار ، والثمار ، والأشجار ، والخضار ، والسنابل ، وأنواع الزروع الاخرى ، سَيَروْنَ آيات الله فيها بكلِّ جلاء ، فهؤلاء لا يريدون أنْ يؤمنوا وينظروا إلى صورة ذاته المقدَّسةِ ببصيرة القلوب ، وإلّا فانَّ جمالَه لا يخفى على أحدٍ ، نعم فهؤلاء ليست لديهم آذان للاستماع إلى آيات الله التشريعية ولا أبصار لمشاهدة آياته التكوينية.
وهنا ما المقصود من «زوج»؟ فالكثير من المفسِّرين فَسَّرَ ذلك بمعنى النوع والصنف ، واعتبروهُ إشارة إلى تنوعِ وتشعب النباتات ، حيث إنّ عددها غير محدودٍ ولا يمكن حصرهُ ،