٤ ـ (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِى خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً). (الكهف / ٣٧)
٥ ـ (هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِّنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَّنْ يُتَوّفىَ مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أجلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْنَ) (١). (غافر / ٦٧)
* * *
شرح المفردات :
«العلقة» : من مادة «عَلَق» (على وزن شفق) وهي في الأصل بمعنى العلاقة والإرتباط بشىء ، ولهذا جاءت كلمة «عَلَق» بمعنى «الدم المتخثر» و «الديدان المصاصة للدماء» ، وقد سميت «العلقة» بهذا الاسم لأنّها احدى مراحل تكوين الجنين في رحم الأم ، فهي تشبه قطعة الدم المتخثرة (٢).
جاء في «مقاييس اللغة» أنّ أصل مفهوم هذه المفردة هو ارتباط وتعلق شيء بموجود أعلى منه ثم اتسع مفهومها بعد ذلك (٣).
«المضغة» : من مادة «مَضْغ» بمعنى مضغ الطعام وبمعنى قطعة اللحم التي يمضغها الإنسان لمرة واحدة شرط أن تكون غير مطبوخة ، وإطلاق هذا المصطلح على إحدى مراحل الجنين التي تأتي بعد مرحلة «العلقة» جاء من باب تشابهها مع مثل هذا اللحم ، ففي ذلك الحين يصبح الجنين على شكل قطعة حمراء فيها الكثير من العروق ذات اللون الأخضر ، ويقال أحياناً «قلب الإنسان مضغة من جسده» ، كل هذه التعابير تعود إلى أصل واحد (٤).
__________________
(١) توجد على هذا الصعيد آيات اخرى في القرآن الكريم نكتفي بذكر رقمها وسورتها لتقارب معناها من الآيات المذكورة أعلاه ، فاطر ، ١١ ؛ والحج ، ٥.
(٢) مفردات الراغب.
(٣) وفي كتب اللغة الأخرى تعابير تشبه هذا التعبير كما في لسان العرب ومجمع البحرين.
(٤) مقاييس اللغة ؛ مفردات الراغب ؛ مجمع البحرين ؛ لسان العرب وصحاح اللغة.