١٠ ـ خروج الجنين
كما قرأنا في تفسير الآية ٥ من سورة الحج ، فإنّ الله ينسب إخراج الجنين من الرحم إلى نفسه : (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) إنّ هذا التعبير يكشف عن أهميّة عملية الولادة التي توصل إليها العلماء في عصرنا الحاضر.
ما هو العامل الذي ينظم زمان الولادة؟ وما هي الظروف اللازمة لإصدار الأوامر للجنين بالخروج؟ وكيف تُعَدُّ جميعُ أعضاء الجسم لهذا التحوّل المهم؟ وضمن أيّة عوامل ينقلب جسم الجنين تدريجياً ليخرج رأسهُ إلى الدنيا أولاً؟ هل تراه يعلم أنّ ولادته ابتداءً برجليه غير ممكنة أو أنّها مستعصية جدّاً؟ مَن يصدر الأوامر لكل عضلات جسم الأم بتسليط أشد الضغوط على الجنين من أجل الخروج؟
وتظهر أهميّة هذا الموضوع عندما يختل هذا النظام نادراً ويضطر الأطباء إلى عملية «فتح البطن» «الولادة القيصرية» ، وربّما كان وجود مثل هؤلاء الأشخاص القلة ، إنذاراً للجميع لكي يفكروا بأهميّة هذا الموضوع.
بالطبع يمكن في بعض الحالات التنبؤ بزمان الولادة على وجه التقريب ، ولكن في بعض الحالات تحصل الولادة قبل الموعد وأحياناً بعده.
وهكذا فإنّ عملية الولادة بكل ما يتعلق بها من أمور محسوبة ، إنّ هي إلّاآية أخرى من آياته تبارك وتعالى.
١١ ـ التغيّرات المذهلة في لحظة الولادة
ذكرنا أنّ أحداً لا يستطيع تعيين لحظة الولادة بصورة دقيقة ، وما يتنبأ به الأطباء عموماً أو خصوصاً لإخبار الناس فإنّه ذو طابع تخميني فقط ، كما تقول الآية :
(اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيْضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَىءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) (١). (الرعد / ٨)
__________________
(١) «تغيض» من مادة «غيض» على وزن فيض بمعنى امتصاص السائل أو احتوائه ، ثم جاءت بمعنى النقصان ـ