بنفوذ الهواء إلى داخلها أبداً ، ولهذا فهي تبقى سالمةً لعدة شهور دون أقلّ تغييرٍ في طعمها.
وهذا يتعلق بمسألة التغليف العادية فقط ، وأمّا المركبات الكيميائية لكلِّ فاكهةٍ وخواصها الغذائية والطبية وأنواع الفيتامينات وموادها الغذائية فهي بحد ذاتها ذات قصةٍ مفصلةٍ حيث يختص ببحثها المتخصصون بعلم الغذاء ، وقد تم تأليف كتبٍ كثيرة في هذا المجال ، ولو أردنا أنْ نطرقَ كلَّ هذه المسائل فسنخرج عن إطار كتابنا التفسيري ، فضلاً عن أنّ «وزن كتاب كهذا سيبلغ الأطنان».
* * *
٥ ـ أسرار خلق النباتات في توحيد المفضل
ونقرأ في حديث توحيد المفضل عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال :
«فكّر يا مفضل في هذا النبات وما فيه من ضروب المآرب ، فالثمار للغذاء ، والأتبان للعلف ، والحطب للوقود ، والخشب لكل شيء من أنواع النجارة وغيرها ، واللحاء والورق والاصول والعروق والصموغ لضروب من المنافع ، أرأيت لو كنّا نجد الثمار التي نتغذى بها مجموعة على وجه الأرض ولم تكن تنبت على هذه الأغصان الحاملة لها كم كان يدخل علينا من الخلل في معاشنا ، وإن كان الغذاء موجوداً فإنّ المنافع بالخشب والحطب والأتبان وسائر ما عددناه كثيرة ، عظيم قدرها جليل موقعها هذا مع ما في النبات من التلذذ بحسن منظره ونضارته التي لا يعد لها شيء من مناظر العالم وملاهيه.
فكّر يا مفضل في هذا الريع الذي جعل في الزرع فصارت الحبة الواحدة تخلف مائة حبة وأكثر وأقل وكان يجوز أن يكون الحبة تأتي بمثلها فلم صارت تريع هذا الريع إلّا ليكون في الغلّة متسع لما يرد في الأرض من البذر وما يتقوت الزراع إلى إدراك زرعها المستقبل ... تأمّل نبات هذه الحبوب من العدس والماش والباقلاء وما أشبه ذلك فانّها تخرج في أوعية مثل الخرائط لتصونها وتحجبها من الآفات إلى أن تشدّ وتستحكم كما قد تكون المشيمة على الجنين لهذا المعنى بعينه ، فأمّا البُرّ وما أشبهه فانّه يخرج مدرّجاً في