اختلفوا بعده الى أحزاب في شريعته ، وزعموا أنه ابن له ، ثم هدّدهم على هذا بعذاب يوم القيامة ، وبيّن أنها توشك أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ، ويومئذ يعادي الأخلاء بعضهم بعضا إلا المتّقين ؛ ثم ذكر ما يحصل للمتّقين في ذلك اليوم ، وذكر بعده ما يحصل للمجرمين فيه ، الى أن ذكر في بيان استحقاقهم لما يحصل لهم : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (٨٠).
ثم ختمت السورة بالتلطّف في إبطال اتّخاذ الأولاد له تعالى ، فأمر الله نبيّه أن يذكر أنه لو كان لله سبحانه ولد ، كما يزعمون باطلا ، لكان أوّل العابدين (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٨٢). وأمره أن يتركهم في لهوهم ولعبهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ؛ ثم ذكر سبحانه أنه هو الذي ثبتت ألوهيته في السماء والأرض ، وله ملك السماوات والأرض وما بينهما ، ولا يملك الذين يدعون ، من الملائكة ونحوهم ، الشفاعة لأحد ، إلّا من شهد بالحق ، فلا يصحّ أن يكونوا مع هذا العجز أولادا له ؛ ثم استبعد منهم أن يذهبوا إلى عبادتهم ، مع علمهم بأنه جل جلاله ، هو الذي خلقهم ؛ ثم ذكر أن مثل هؤلاء قوم لا يؤمنون : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٨٩).