المبحث السادس
المعاني المجازية في سورة «الجاثية» (١)
في قوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها) [الآية ١٨] استعارة ، لأن الشريعة في أصل اللغة اسم للطريق المفضية إلى الماء المورود ، وإنما سمّيت الأديان شرائع لأنها الطرق الموصلة إلى موارد الثواب ، ومنافع العباد ، تشبيها بشرائع المناهل التي هي مدرجة إلى الماء وموصلة إلى الرّواء.
وفي قوله سبحانه : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) [الآية ٢٩] ، استعارة ، وقد مضت الإشارة إلى نظيرها فيما تقدم. والمعنى : الكتاب ناطق من جهة البيان ، كما يكون الناطق من جهة اللّسان. وشهادة الكتاب ببيانه ، أقوى من شهادة الإنسان بلسانه.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي ، تحقيق محمد عبد الغني حسن ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، غير مؤرّخ.