المبحث الخامس
لكل سؤال جواب في سورة «الجاثية» (١)
إن قيل : كيف طابق الجواب السؤال في قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ).
قلنا : وجه المطابقة أنهم ألزموا بما هم مقرّون به من أنّ الله تعالى هو الذي أحياهم أوّلا ثمّ يميتهم ؛ ومن كان قادرا على ذلك كان قادرا على جمعهم يوم القيامة ، فيكون قادرا على إحياء آبائهم.
فإن قيل : لم أضيف الكتاب إلى الأمّة ثم أضيف إليه سبحانه ، في قوله : (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) [الآية ٢٨] وقوله : (هذا كِتابُنا) [الآية ٢٩].
قلنا : الإضافة تصح بأدنى ملابسة. وقد صحت إضافة الكتاب إليهم ، بكون أعمالهم مثبتة فيه. وصحت إضافة الكتاب إليه تعالى ، بكونه مالكه الحقّ ؛ وكونه آمر الملائكة أن يكتبوا فيه أعمالهم.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.