المبحث السادس
المعاني اللغوية في سورة «محمّد» (ص) (١)
قال تعالى : (فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (١٨) [الآية ١٨] أي : فإنّى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة.
وقال سبحانه : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) [الآية ٢٢] فإنّ الأوّل للمجازاة ، وأوقعت (عَسَيْتُمْ) على (أَنْ تُفْسِدُوا) لأنه اسم ، ولا يكون أن تعمل فيه (عسيتم) ولا «عسيت» إلّا وفيه «أن» لا تقول «عسيتم الفعل» كما أنّ قولك «لو أنّ زيدا جاء كان خيرا له» فقولك (٢) «أنّ زيدا جاء» اسم ، وأنت لا تقول : «لو ذاك» لأنه لا تقع الأسماء كلّها في كل موضع ؛ ولا تقع الأفعال كلها على كل الأسماء ، ألا ترى أنهم يقولون «يدع» ولا يقولون «ودع» ويقولون «يذر» ولا يقولون «وذر».
وقال تعالى : (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) (٣٥) أي : في أعمالكم ، كما تقول : «دخلت البيت» وأنت تريد «في البيت».
وقال تعالى : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [الآية ٣٨] بجعل التنبيه في موضعين للتوكيد ، وكان التنبيه الذي في «هؤلاء» تنبيها لازما.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب ، بيروت ، غير مؤرّخ.
(٢). عبارة المؤلف غير منسقة. وكان ينبغي لها أن تكون : كما أن قولك «أنّ زيدا جاء» في قولك «لو أنّ زيدا جاء كان خيرا له» اسم.