ومن الاجماع ما ادّعاه الفريد البهبهانيّ ، في بعض رسائله ، من كون عدم الجواز بديهيّا عند العوامّ فضلا عن العلماء ؛ ومن العقل تقبيح العقلاء من يتكلّف من قبل مولاه بما لا يعلم بوروده عن المولى ولو كان عن جهل مع التقصير.
______________________________________________________
(ومن الاجماع : ما ادّعاه الفريد البهبهاني في بعض رسائله : من كون عدم الجواز) وحرمة التعبّد بغير علم (بديهيّا عند العوام ، فضلا عن العلماء) فعدم الجواز من ضروريات الدّين.
(ومن العقل : تقبيح العقلاء) تقبيحا مانعا عن النقيض ، لكلّ (من يتكلف) بالقول او العمل (من قبل مولاه ، بما لا يعلم بوروده عن المولى) فاذا قال العبد :
قال المولى؟ كذا والحال انّه لا يعلم ، ان مولاه قال هذا القول ، ذمّه العقلاء وقبّحوه بما يستوجب عقاب المولى ، وللمولى ان يقول له : لما ذا نسبت إليّ ما لا تعلم انه قولي؟ وكذا اذا عمل العبد عملا ، ثم نسبه إلى مولاه ، وهو لا يعلم ان المولى اراده منه من دون فرق في الفعل والترك ، فاذا ترك العبد المشي في الليل ، ناسبا ذلك إلى المولى قبّحه العقلاء وذمّوه ، ورأوه مستحقا للعقاب اذا لم يعلم صحّة النسبة إلى المولى.
ثم اذا قطع العبد : بان المولى ، قال ذلك القول ، أو امر به ، او نهى عنه ، فنسبه اليه ، والحال : ان المولى لم يقله ، ولم يأمر به ولم ينه عنه ، فان كان العبد قد قصّر في مقدمات القطع ، كان معاقبا ايضا ، والّا لم يكن عليه عقاب بسبب جهله المركب ، الّذي لم يقصّر فيه ، وإلى هذا اشار المصنّف قدسسره بقوله : ـ
(ولو كان) تكلّف العبد بالنسبة إلى المولى (عن جهل) بان زعم ان المولى قاله لكن كان جهله (مع التقصير) لا مع القصور ، اذ الجاهل المقصر معاقب ، دون