به إليه في مقام إثبات ماله من الأحكام لا بيان ما هو حقيقته وماهيته لعدم تعلق غرض به بعد وضوح ما هو محل الكلام بحسب الأحكام من افراده ومصاديقه حيث لا يكون بمفهومه العام محلا لحكم من الأحكام (ثم) الظاهر أن ما ذُكر له من الأقسام من الاستغراقي والمجموعي والبدلي إنما هو باختلاف كيفية [١] تعلق الأحكام به وإلا فالعموم في الجميع بمعنى واحد وهو شمول المفهوم لجميع ما يصلح ان ينطبق عليه غاية الأمر أن تعلق الحكم به (تارة) بنحو يكون كل فرد موضوعاً على حدة للحكم (وأخرى) بنحو يكون الجميع موضوعاً واحداً بحيث لو أخل بإكرام واحد في (أكرم كل فقيه) مثلاً لما امتثل أصلا بخلاف الصورة الأولى فانه أطاع وعصى (وثالثةً) بنحو يكون كل واحد موضوعاً على البدل بحيث لو أكرم واحداً منهم لقد أطاع وامتثل
______________________________________________________
بتمامها لا غير فتأمل جيداً (١) (قوله : به إليه) الضمير الأول راجع إلى «ما» الأولى والثاني راجع إلى (ما) الثانية وكذا ضمير له (٢) (قوله : من أفراده) بيان لما هو محل (٣) (قوله : من الاستغراقي والمجموعي والبدلي) توضيحه أن العام ينقسم (أولا) إلى قسمين بدلي وشمولي والأول ما يكون الحكم فيه لواحد من أفراده على البدل والثاني ما يكون الحكم فيه لجميع الأفراد وهو على قسمين (الأول) الاستغراقي وهو ما يكون كل واحد من افراده تحت حكم مستقل في مقام الثبوت والسقوط (والثاني) المجموعي وهو ما يكون مجموع الأفراد فيه تحت حكم واحد بحيث يكون كل واحد من الافراد تحت حكم ضمني ملازم لحكم غيره من الافراد في مقام الثبوت والسقوط ولازم الأول أن يُطاع حكمه بفعل واحد من الأفراد ويُعصى بترك الجميع ، ولازم الثاني أن يطاع بفعل واحد ويُعصى بترك آخر ، ولازم الثالث عكس الأول فيطاع بفعل الجميع ويُعصى بترك واحد ولا إشكال في شيء من ذلك وإنما الإشكال
__________________
[١] ان قلت : كيف ذلك ولكل واحد منها لفظ غير ما للآخر مثل أي رجل للبدلي وكل رجل للاستغراقي قلت : نعم ولكنه لا يقتضي ان تكون هذه الأقسام له ولو بملاحظة اختلاف كيفية تعلق الأحكام لعدم إمكان تطرق هذه الأقسام إلا بهذه الملاحظة فتأمل جيدا. منه «قدسسره»