مردد بين الأقل والأكثر كالطهارة المسببة عن الغسل والوضوء فيما إذا شك في أجزائهما هذا على الصحيح ، وأما على الأعم فتصوير الجامع في غاية الإشكال فما قيل في تصويره أو يقال وجوه
______________________________________________________
المرتبتين عن الأخرى وقد عرفت انه موضوع للبراءة ، ومثله الحال لو كان مركبا من ماهيات متباينة تتحد مع الأجزاء المذكورة حسبما عرفت بيانه. نعم لو كان المأمور به بسيطا في الخارج امتنع انطباقه على نفس الأجزاء لامتناع انطباق الواحد على الكثير ، فلا بد ان يكون ممتازا عنها وجوداً ؛ ولازمه الرجوع إلى الاحتياط عند الشك في الأقل والأكثر إذ الشك حينئذ في حصول المكلف به لا في التكليف ، لكن المراد من البسيط في تقرير الإشكال ما كان ماهية واحدة في قبال المركب من الماهيات المختلفة لا البسيط في الخارج ، وإلا توجه عليه الإشكال بأنه لا ينحصر الجامع بين ان يكون مركبا وبسيطا بالمعنى المذكور بل يجوز ان يكون ماهية واحدة صالحة للانطباق على المتكثر فيجري فيه ما عرفت من الرجوع إلى البراءة فتأمل والله سبحانه اعلم (١) (قوله : مردد بين الأقل) بحيث لا يكون التردد إلا في السبب ، أما لو كان التردد في المسبب والسبب جميعاً فالمرجع فيه البراءة أيضا
(تصوير الجامع على القول بالأعم)
(٢) (قوله : في غاية الإشكال) هذا غير ظاهر ، كيف والتقابل بين الصحة والفساد نظير التقابل بين الصحة والعيب من تقابل العدم والملكة الّذي لا يكون إلا مع وحدة الذات ، فموضوع الملكة هو موضوع عدم الملكة ـ مضافا إلى أن المرتكز من قولنا : صحيح وفاسد ، كون مرجع الضمير المتحمل له وصف الصحيح والفاسد أمراً واحداً لا أن مرجع ضمير أحدهما غير مرجع ضمير الآخر فتكون