مطيعا لله تعالى فى فعله وإن لم يقصد به التقرّب الى الله تعالى لاستحالة تقرّبه إليه قبل معرفته فاذا عرف الله تعالى فلا يصحّ منه بعد معرفته طاعة منه لله تعالى إلا بعد قصده التقرّب بها إليه. وزعمت الأباضية كلها أنّ دور مخالفيهم من أهل مكة دار توحيد الا معسكر السلطان فإنه دار بغى عندهم واختلفوا فى النفاق على ثلاثة أقوال فقال فريق منهم إن النفاق براءة من الشرك والايمان جميعا واحتجّوا بقول الله عزوجل فى المنافقين (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ) (النساء ١٤٢) وفرقة منهم قالت كلّ نفاق شرك لأنه يضادّ التوحيد. وفرقة ثالثة قالت لا نزيل اسم النفاق عن موضعه ولا نسمى بالنفاق غير القوم الذين سمّاهم الله تعالى منافقين ومن قال منهم بأنّ المنافق ليس بمشرك زعم أنّ المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانوا موحّدين وكانوا أصحاب كبائر فكفروا وإن لم يدخلوا فى حدّ الشرك. قال عبد القاهر بعد الجملة التى حكيناها عنهم شذوذ من الأقوال انفردوا بها. منها أنّ فريقا منهم زعموا أن لا حجة لله تعالى على الخلائق فى التوحيد وغيره الا بالخبر وما يقوم مقام الخبر من إشارة وايماء. ومنها أن قوما منهم قالوا. كلّ من دخل فى دين الاسلام وجبت عليه (٣٦ ب) الشرائع والاحكام سمعها أو