الفصل الثاني عشر
(من فصول هذا الباب)
فى ذكر اصحاب التناسخ من اهل الاهواء وبيان خروجهم
عن فرق الاسلام
القائلون بالتناسخ اصناف صنف من الفلاسفة وصنف من السمنية. وهذان الصنفان كانا قبل دولة الاسلام. وصنفان آخران ظهرا في دولة الاسلام. أحدهما من جملة القدرية. والآخر من جملة الرافضة الغالية. فاصحاب التناسخ من السمنية قالوا بقدم العالم وقالوا أيضا بابطال النظر والاستدلال. وزعموا انه لا معلوم الا من جهة الحواس الخمس وانكر اكثرهم المعاد والبعث بعد الموت. وقال فريق منهم بتناسخ الارواح في الصور المختلفة. واجازوا ان ينقل روح الانسان الى كلب وروح الكلب الى انسان وقد حكى اقلوطرخس مثل هذا القول عن بعض الفلاسفة. وزعموا ان من أذنب في قالب ناله العقاب على ذلك الذنب في قالب آخر. وكذلك القول في الثواب عندهم. ومن اعجب الاشياء دعوى السمنية في التناسخ الّذي لا يعلم بالحواس مع