جواهر واعراض خلاف قول نفاة الاعراض فى نفيها الاعراض. وأجمعوا على ان كل جوهر جزء لا يتجزأ. واكفروا النظام والفلاسفة الذين قالوا بانقسام كل جزء الى أجزاء بلا نهاية لان هذا يقتضي الا تكون اجزاؤها محصورة عند الله تعالى وفي هذا رد قوله (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجنّ ٢٨) وقالوا باثبات الملائكة والجنّ والشياطين في اجناس حيوانات العالم. واكفروا من أنكرهم من الفلاسفة والباطنية. وقالوا بتجانس الجواهر والاجسام. وقالوا إن اختلافها في الصور والالوان والطعوم والروائح انما هو لاختلاف الاعراض القائمة بها. وضللوا من قال باختلاف الاجسام لاختلاف الطبائع. وضللوا أيضا من قال من الفلاسفة بخمس طبائع وزعم ان الفلك طبيعة (١٢٣ ب) خامسة لا تقبل الكون والفساد كما ذهب إليه أرسطاطاليس. وضللوا من قال من الثنوية إن الاجسام نوعان نور وظلمة. وان الخير من النور والشر من الظلمة. وان فاعل الخير والصدق لا يفعل الشر والكذب. وفاعل الشر والكذب لا يفعل الخير والصدق. وسألناهم عن رجل قال. أنا شرير وظلمة من القائل لهذا القول. فان قالوا هو النور فقد كذب وان قالوا هو الظلمة فقد صدق. وفي هذا بطلان قولهم ان النور لا يكذب والظلام لا يصدق.