وإنا لتستحلي المنايا نفوسنا |
|
وتترك أخرى مرّة ما (١) (٢) |
وقد يعلم (٣) أن المنايا لا تستحلى ولا تستمر ، وأن النفوس لا تحلو في ذوق ولا تمرّ.
وقوله :
وشيّب رأسي قبل حين مشيبه |
|
رعود المنايا فوقه وبروقها (٤) |
وقد يعلم أن المنايا لا ترعد ولا تبرق ، ولا يتوهم ذلك إلا كل أخرق وأحمق ، وأن الرعود والبروق إنما تكون بالسحاب ، إلا أن مقاله في ذلك مثل يجوز في التبيين والإعراب.
وكذلك قوله :
لنا نبعة كانت تقينا فروعها |
|
فقد ذهبت إلا قليلا عروقها (٥) |
والنبعة شجرة صلبة يمانية ، يعمل من قضبانها هذه القسي العربية ، وقد علم كل صحيح العقل ذي سمع ، أنه لم يرد بقوله هذا نبعة من شجر النبع.
ومثل ذلك قول الحطيئة في آل لأي من طيئ وهو يمدحهم :
هل لي ذنب بأن أعيت معاولكم |
|
من آل لأي صفاة أصلها راسى (٦) |
ولا يتوهم أحد أنها صفاة من الصفيّ ، إلا كل جلف من الناس جافي ، ولا يتوهم (٧) معاولهم من حديد ، إلا كل أحمق من الخلق بليد ، وقد علم من نوّر الله قلبه ،
__________________
(١) لم أقف عليه.
(٢) في (ب) و (د) : لا تذوقها.
(٣) في (أ) : علم.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) ورد هذا البيت في ديوان الحطيئة ، بلفظ : ما كان ذنبي. من قصيدة مكونة من تسعة عشر بيتا ، انظر ديوانه.
(٧) في (ب) و (د) : فلا.