فكرة التأليف
لم يكن التأليف عند الإمام ترفا فكريا ، أو افتراض شبه فكرية لا وجود لها ، ومن ثمّ يتطوع لتفنيدها والرد عليها ، بل كانت فكرة التأليف لديه تنطلق من موضع الحاجة ، وبأدنى تأمل في كتبه يتضح صدق ما ندعي ، فجميع كتبه ورسائله تجيب على كثير من التساؤلات المثارة في الساحة الإسلامية آنذاك.
أهمية الكتب والرسائل
تأتي أهمية الكتب والرسائل من نواح عدة :
الأولى : نقاء الفكرة!
وأعني بهذا أنه لم يتأثر بالفلسفة اليونانية ، ولا بالفكر الاعتزالي المعتمد على العقل التجريدي ، ولم يعرج على تلك الأفكار والمصطلحات المعقدة التي تشوش ذهن المسلم وتبلبله ، ولم يدنس أفكاره بالنظرة الوثنية إلى الإله ، التي تشبهه بخلقه وتماثل بينه وبينه في الصفات ، كالوجه والعين واليد والرجل ... إلخ المفاهيم الوثنية ، وتنزه عن خرافات الجبرية القدرية ، ومقالات المرجئة ، وطلاسم وهرطقات الباطنية ، وترهات ومغالات الرافضة ، وإسفاف الصوفية ، وسذاجة وتخرصات الخوارج ، بل اتخذ الوسطية من بين كل هذا الركام الهائل من الافراط والتفريط والتناقض والسطحية في التفكير ، وعمد في الاحتجاج إلى العقل ثم القرآن ثم السنة.
قال الإمام الهادي حفيد الإمام القاسم مبينا عقيدته ووجهته وتميزها عن مقالة الفرق عامة ، والتي تمثل عقيدة ووجهة جده : لست بزنديق ولا دهري ، ولا ممن يقول بالطبع ولا ثنوي ، ولا مجبر قدريّ ، ولا حشوي ، ولا خارجي ، وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي ، ومن كل حروري ناصبي ، ومن كل معتزلي غال ، ومن جميع الفرق الشاذة ، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية ، ولا بد من فرقة ناجية عالية ، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة. والحمد لله.
وأنا متمسك بأهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومعدن العلم ،