____________________________________
وفي كل شيء له
شاهد
|
|
يدل على أنه
واحد
|
ألجأه ذلك إلى
الحكم بأن هذه الأمور العجيبة مع هذه التراتيب المحكمة الغريبة لا يستغني كلّ منها
عن صانع أوجده من العدم ، وعن حكيم رتبه على قانون أودع فيه فنونا من الحكم ، وعلى
هذا درج كل العقلاء إلا من لا عبرة بمكابرته كبعض الدهرية من السفهاء ، وإنما كفر بعضهم بالاشتراك حيث دعوا مع الله
إلها آخر كعبدة الأصنام وسائر الوثنيين من الأنام ، وبعضهم ينسب بعض الحوادث إلى
غيره تعالى كالمجوس ينسبون الشرّ إلى ظلمة أهرمن ، وهو الشيطان ، والخير إلى
نور الرحمن وكبعض الوثنيين من العوام ينسبون بعض الآثار إلى الأصنام كما أخبر الله
سبحانه وتعالى عنهم بقوله : (إِنْ نَقُولُ إِلَّا
اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) ، وكالصابئين وبعض المنجّمين حيث ينسبون بعض الآثار إلى الكواكب لما
فيها من الأنوار سبحانه وتعالى عما يشركون.
وبعضهم بإنكار ما
جعل الله سبحانه إنكاره كفرا كالبعث وإحياء الموتى في دار القرار ، وهذا المقدار
كاف لأولي الأبصار ، ولذا أعرضنا عن المقدمات العقلية التي رتّبها النّظّار على
سبيل الاستظهار ومجمله : أن العالم حادث بمعنى محدث وجد بعد العدم ، وهو محتاج إلى
محدث موصوف بصفة القدم ، وذلك المحدث الموجد هو الله سبحانه
__________________