(مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) المنّ التّرنجبين أو العسل ، والسّلوى طائر يسمّى بالسّمانى قائلين (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا) في مظاهرنا وخلفائنا بترك القناعة والاستبدال بالّذى هو ادنى (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ وَإِذْ قِيلَ) عطف على إذا ستسقيه أو عطف على اضرب بعصاك أو على آمنوا أو على اتّبعوا بتقدير اذكر أو ذكّر أو اذكروا ، إذ قيل (لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) بيت المقدّس (وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) على مغفرة الخطيئات (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ) مضى الآيات وتفسيرها مفصّلا في اوّل البقرة (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) حتّى تذكّرهم سوء عاقبة أهلها لسوء صنيعتهم حتّى يكون نصب أعينهم وتذكّرة لقومك (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) هو بدل من القرية نحو بدل الاشتمال والمعنى اسئلهم عن حال أهل القرية عن وقت عدوهم والإتيان بالمضارع مع ارادة المضىّ للاشارة الى استمرارهم عليه كانوا يتجاوزون حدود الله في السّبت ، فانّ السّبت كان عيدهم وكان له حرمة عندهم وكان الأحد عيدا للنّصارى كما كان الجمعة عيدا لمحمّد (ص) ، ومن هذا ادّعى الصّابئون انّ أنبياء العرب كانوا يعبدون الكواكب ، فقالوا انّ محمّدا (ص) كان يعبد الزّهرة ولذا اختار من الدّنيا النّساء والطّيب لانّهما كانتا منسوبتين الى الزّهرة واختار من الايّام الجمعة لانّها منسوبة إليها ، وكان موسى (ع) يعبد الزّحل ولذا اختار السّبت ، وعيسى (ع) يعبد الشّمس ولذا اختار الأحد (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ) وكانوا منهيّين عن الصّيد يوم السّبت (شُرَّعاً) ظاهرة قريبة التّناول ابتلاء لهم (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) كانوا مشتاقين الى الصّيد منتظرين تمام الأسبوع ولم يتيسّر لهم فاذا كان يوم سبتهم وكانوا ممنوعين من الصّيد لحرمته وللعبادة فيه تأتيهم الحيتان ظاهرة قريبة بحيث لا يمكنهم الصّبر عن الصّيد ؛ أعاذنا الله من امتحانه وابتلائه (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) يعنى انّ هذا الابتلاء كان بسبب فسقهم وعصيانهم ، والإتيان بالمستقبل لاحضار الماضي أو المراد انّا كما بلوناهم سابقا نبلوهم فيما يأتى ، أو المراد كذلك نبلو أمّتك (وَإِذْ قالَتْ) عطف على إذ يعدون أو على إذ تأتيهم والمعنى إذ يعدون إذ قالت (أُمَّةٌ مِنْهُمْ) من النّاهين الواعظين أو من السّاكتين الغير الواعظين أو من العاصين قالوا استهزاء أو اعتقادا (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يعنى انّهم وان كانوا منهمكين في الفسوق والعصيان لكنّا نؤدّى في موعظتنا ما علينا من النّهى عن المنكر والتّرحّم على العباد باحتمال القبول وباحتمال نجاتهم من العذاب (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) تركوا ما ذكّرهم الواعظون من التّحذير من العذاب أو ما ذكّرهم الله من حرمة السّبت وحرمة الصّيد فيه (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) يعنى الواعظين لانّهم ما كانوا راضين بفعلهم ولا ساكتين عن نهيهم (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم بترك ما عليهم وارتكاب ما ليس لهم في السّبت (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) شديد (بِما كانُوا