فانّ الحضور هو الاتّصال بروحانيّة الشّيخ وظهور مثاله لديك لا تصوير صورة مثل صورته وجعلها نصب العين فانّها مردودة إليك ونوع كفر وشرك وبعد ما يقال انّه كفر يقولون هو كفر فوق الكفر والايمان كما قال المولوىّقدسسره:
چون خليل آمد خيال يار من |
|
ظاهرش بت معنى أو بت شكن |
لكن نقول : تصوير صورة الشّيخ بالاختيار وتقييد الخيال به من قبيل عبادة الاسم دون المسمّى وتشبّه بعبدة الأصنام وجحيم عاجلة ينبغي للعاقل العبور عنها كما قال المولوىّ قدسسره :
جمله دانسته كه اين هستى فخ است |
|
ذكر وفكر اختياري دوزخ است |
لكن لا بدّ للسّالك من العبور عليها. وأحسنوا بذي القربى بعد الله والوالدين فانّ اولى الاحقّاء بالإحسان ذوو القربى سواء كانوا جسمانيّين أم روحانيّين في العالم الكبير أو الصّغير (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ) قد مضى تفسيرهما وتعميمهما (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) النّسبيّة وتأخيره بلحاظ الجوار لا القرابة أو المكانيّة (وَالْجارِ الْجُنُبِ) البعيد النّسبىّ أو المكانىّ وحقّ الجوار كما في الاخبار الى أربعين دارا من الجوانب الاربعة أو من كلّ جانب (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) كالرّفيق في تعلّم أو حرفة أو سفر (وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) العبيد والإماء والأهل والخادم والخادمة وكلّ من كان تحت أيديكم في الكبير أو الصّغير فلا تتأنّفوا عن تعهّد حالهم والتّوجّه والإحسان إليهم ان كنتم تريدون محبّة الله (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً) استيناف في موضع التّعليل والمختال من يتأنّف عن التّوجّه الى الغير حتّى الوالدين الرّوحانيّين ولا ينقاد لأحد حتّى الوالدين الرّوحانيّين ومن تأنّف عن الانقياد للوالدين الرّوحانيّين تأنّف عن كلّ من سواه ، ومن انقاد وتواضع للوالدين الرّوحانيّين تواضع لمن سواهما فالمختال الحقيقىّ من لم يتواضع لوالديه الرّوحانيّين (فَخُوراً) إذا التفت الى غيره عظّم نفسه وحقّر غيره حتّى والديه الرّوحانيّين ، ومن افتخر على والديه الرّوحانيّين افتخر على كلّ من سواه الّا إذا رأى حظّ نفسه ممّن سواه فانّه حينئذ يتملّق له وان كان يظنّ انّه يتواضع ، ولمّا كانت الولاية أصل الخيرات والقرابات ، والتّواضع لها أصل التّواضعات ، والاختيال والفخر عليها أصل الاختيالات والفخرات ومادّتها ، وعلىّ (ع) أصل الولايات وعدوّه أصل الشّرور والاختيالات صحّ ان يقال : انّ المنظور اوّلا من الآية اختيال العدوّ وفخره على علىّ (ع) ثمّ اختيال غيره بالنّسبة الى الولاية والى غيرها ، ولمّا كان المتكبّر المعجب بنفسه لا يعدّ غيره الّا أسباب انتفاعه كأنّه لم يخلق غيره الّا لأجل انتفاعه ولو بهلاكته وكان لا ينفق ممّا في يده على غيره لانّه خلاف حسبانه ويمنع غيره الّذى يراه في مرتبة من الإنفاق على غيره حتّى انّه يمنع نفسه وغيره من إنفاق القوى والمدارك والانانيّات في طريق إمامه وولاية ولىّ امره ويكتم من الغير نعمه الّتى لا يرى في إظهارها صيتا ومدحا وجلب حظّ لنفسه ولو أنفق أو أظهر لم يكن ذلك الّا بملاحظة حظّ لنفسه فسّر المختال الفخور بالوصف البيانىّ فقال تعالى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) صفة أو بدل من ، من كان مختالا أو بدل من مختالا أو عطف بيان لواحد منهما أو خبر مبتدء محذوف أو مبتدء خبر محذوف ، أو مفعول فعل محذوف.
تحقيق معنى البخل والتّقتير والتّبذير
والبخل سجيّة تمنع الإنسان من إخراج ما تحت يده ورفع يده عنه سواء كان من الحقوق الإلهيّة كالزّكاة والخمس أو الخلقيّة كالنّفقات الواجبة والدّيون الحالّة المفروضة كما ذكر أو مسنونة كالزّكاة وسائر الصّدقات المستحبّة والصّنائع المعروفة وكالانفاقات