وكانت أمّه «جهيزة» تشهد الحروب.
وقال بعضهم : رأيت شبيبا وقد دخل المسجد وعليه جبّة طيالسة ، عليها نقط من أثر المطر ، وهو طويل ، أسمط ، جعد ، آدم ، فبقي المسجد يرتجّ له (١).
ولد سنة ستّ وعشرين ، وغرق بدجيل سنة سبع وسبعين.
ويقال : إنّه أحضر إلى عبد الملك بن مروان رجل وهو عتبان الحروريّ ، فقال له عبد الملك ألست القائل :
فإن يك منكم كان مروان وابنه |
|
وعمرو ومنكم هاشم وحبيب |
فمنّا حصين والبطين وقعنب |
|
ومنّا أمير المؤمنين شبيب (٢). |
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّما قلت ومنّا أمير المؤمنين ، ونصبه على النّداء ، فاستحسن قوله وأطلقه (٣).
وجهيزة (٤) هي الّتي يضرب بها المثل في الحمق ، لأنّها لما حملت قالت : في بطني شيء ينقز ، فقيل : «أحمق من جهيزة» (٥).
ويروى عنها ما يدلّ على عدم الحمق ، فإنّ عمر بن شبّة قال : حدّثني خلّاد بن يزيد الأرقط قال : كان شبيب ينعى لأمّه ، فيقال لها : قتل ، فلا تقبل ،
__________________
(١) وفيات الأعيان ٢ / ٤٥٥.
(٢) البيتان في معجم الشعراء للمرزباني ١٠٩ ووفيات الأعيان ٢ / ٤٥٦ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ١٠٥ ، وشعر الخوارج ٦٣ وفيه (فمنا سويد والبطين) وهو سويد بن سليم أحد قادة جند شبيب.
(٣) قال ابن خلكان ٢ / ٤٥٦ : «وهذا الجواب في نهاية الحسن ، فإنه إذا كان «أمير» مرفوعا كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين ، وإذا كان منصوبا فقد حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب ، فلا يكون شبيب أمير المؤمنين ، بل يكون منهم».
(٤) جهيزة : بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الزاي وبعدها هاء ساكنة.
(٥) جمهرة أنساب العرب ٣٢٧ ، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت ٣٢٤ باب : ما تضعه العامّة في غير موضعه.
وينقز : يثب. وهو في الجمهرة لابن حزم «ينقر» بالراء المهملة.