روى نحوه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن أبي أسامة ، عن الثّوري ، عن هشام بن حسّان ، ثنا محمد بن سيرين.
وله طريق آخر ، ولم يرفعه أحد. وقال يعلى بن عطاء ، عن عمّه قال : كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد إلى ابن الزّبير ، فسمعته يقول لابن الزبير : تعلم : إني أجد في الكتاب أنّك ستعنّى وتعنّى وتدّعي الخلافة ولست بخليفة ، وإنّي أجد الخليفة يزيد بن معاوية.
وروى زحر بن حصن ، عن جدّه حميد بن منهب قال : زرت الحسن بن أبي الحسن ، فخلوت به فقلت : يا أبا سعيد ، ما ترى ما الناس فيه؟ فقال لي : أفسد أمر الناس اثنان : عمرو بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف ، فحملت ، وقال : أين القرّاء ، فحكم الخوارج ، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة ، والمغيرة بن شعبة فإنّه كان عامل معاوية على الكوفة ، فكتب إليه معاوية : إذا قرأت كتابي هذا فأقبل معزولا ، فأبطأ عنه ، فلما ورد عليه قال : ما أبطأ بك؟ قال : أمر كنت أوطّئه وأهيّئه ، قال : وما هو؟ قال : البيعة ليزيد من بعدك ، قال : أو فعلت؟ قال : نعم ، قال : ارجع إلى عملك ، فلما خرج قال له أصحابه : ما وراءك؟ قال : وضعت رجل معاوية في غرز غيّ لا يزال فيه إلى يوم القيامة. قال الحسن : فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم ، ولو لا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة.
وروى هشام ، عن ابن سيرين ، أنّ عمرو بن حزم وفد إلى معاوية ، فقال له : أذكّرك الله في أمّة محمد بمن تستخلف عليها ، فقال : نصحت وقلت برأيك ، وإنّه لم يبق إلّا ابني وأبناؤهم ، وابني أحقّ.
وقال أبو بكر بن أبي مريم ، عن عطيّة بن قيس قال : خطب معاوية فقال : اللهمّ إن كنت إنّما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله ، فبلّغه ما أمّلت وأعنه ، وإن كنت إنّما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنّه ليس لما صنعت به أهلا ، فأقبضه قبل أن يبلغ ذلك.
وقال محمد بن مروان السّعيدي : أنبأ محمد بن سليمان الخزاعيّ ، عن