لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وضوءا فقال : «اللهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» (١).
وروى أبو مالك عبد الملك بن الحسين النّخعي ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : رأيت جبريل مرّتين ، ودعا لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحكمة مرّتين (٢).
أحمد بن منصور زاج : ثنا سعدان المروزي ، ثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي (٣) ، عن عبد الله بن بريدة ، عن ابن عباس قال : أرسلني أبي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أطلب الإدام ، وعنده جبريل ، فقال : «هو ابن عباس» ، قال : بلى ، قال : فاستوص به خيرا فإنّه حبر أمّتك ، أو قال : حبر من الأحبار (٤).
هذا حديث منكر ، وعبد المؤمن ثقة ، رواه أيضا محمد بن الحكم المروزي ، عن رجل ، عنه.
قلت : جاء من غير وجه أنه رأى جبريل عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم في صورة دحية الكلبي ، فروي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لن يموت عبد الله حتى يذهب بصره» ، فكان كذلك (٥).
وقال جرير بن حازم ، عن يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما توفّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت لرجل من الأنصار : هلمّ نسأل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإنّهم اليوم كثير ، فقال : يا عجبا لك يا ابن عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك ، وفي الناس من أصحاب رسول الله من ترى! فترك الرجل (٦) وأقبلت على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل ، فآتيه وهو قائل فأتوسّد ردائي على بابه ، فتسفي الرّيح عليّ التراب فيخرج فيراني ، فيقول :
__________________
(١) أنساب الأشراف ٣ / ٣٧.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٦٥ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٣ / ٢٨ ، والترمذي (٣٨٢٣).
(٣) في الأصل «الحنيفي».
(٤) حلية الأولياء ١ / ٣١٦.
(٥) أخرجه الطبراني في أطول مما هنا (١٠٥٨٦) والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٦.
(٦) في الطبقات ، والمستدرك «فتركت» ، وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٤٣ «فترك ذلك» وكذا في البداية والنهاية ، أما في مجمع الزوائد «فركبت» وهو تحريف.