التقوى من المراقبة الدائمة لله في كل النبضات الروحية والانطلاقات الفكرية والخطوات العملية والمواقف السلبية والإيجابية ، ليكون الإنسان إنسان الله الذي يوحي لنفسه بالحب له والخوف منه والرغبة العميقة في الحصول على رضاه.
(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) مما يجعل التقوى الخط العريض للحياة ، الذي لا يقتصر على حالة النجوى ، كما يوحي بالمسؤولية في الموقف العظيم الذي يقف فيه الجميع ، في يوم المحشر ، ليواجهوا لحظات الحساب الكبير.
* * *
نجوى الشيطان والقوى المستكبرة
(إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ) في إيحاءاته التهويلية ، وأساليبه التخويفية في إثارة الهزيمة النفسية بوسائله المتعددة المثيرة ، (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) في ما قد يتحسسونه في مشاعرهم من الشعور بالإحباط في العزيمة ، عند ما يخيّل إليهم بأنهم محاصرون من كل الجهات ، ومراقبون من كل الناس ، وملاحقون من جميع القوى التي تجتمع فيما بينها في الدوائر السرية ، لتخطط لإضرارهم والإيقاع بهم والكيد لهم في جميع أمورهم ، مما يحشد حياتهم بالحزن العميق الممتد في كيانهم كله. وهذا ما تحاوله القوى الكافرة المستكبرة المتمثلة في تحريك الأجهزة السرية التجسسية المخابراتية ، لتطويق القوى المؤمنة المستضعفة ، والتي تتحرك في مواقع الإيمان والحرية والعدالة ضد المستكبرين والظالمين والكافرين ، وتحويل الاعلام إلى وسيلة من وسائل الإثارة النفسية في تهويل الأوضاع بالمستوى الذي تسقط معه الإرادة الإيمانية الواعية المتحدية أمام الحديث عن ضخامة هذه الأجهزة وسيطرتها المطلقة ، وخططها