الاستغراق في المال والبخل به بعض الخطر على مصيره في الدنيا والآخرة.
ولذلك فلا بد من أن يبقى الإيمان بالله واليوم الآخر هو العنوان الذي يطلّ على كل علاقات الناس وأوضاعهم ونظراتهم في جانب التصور والعمل ، بحيث يصدر كل شيء من خلال ذلك ، ليعيشوا الوحدة في القاعدة التي ترتكز عليها تفاصيل حياتهم الذهنية والعملية ، لأن الانطلاق فيها بعيدا عن القاعدة الواحدة يوقعهم في الازدواجية التي تجعل مواقعهم منفصلة عن بعضها البعض ، مما يؤدي إلى الضياع ، في متاهات الظلام.
وهكذا تكون السورة في تنوع موضوعاتها التفصيلية مرتكزة على الفكرة التي تريد أن تؤكد الوحدة في الكيان الإنساني ، على أساس أن يكون الإسلام لله هو الأساس الذي يرتكز عليه السلوك الإيماني في الفكر والعمل.
* * *
اسم السورة
وقد جاءت تسمية السورة باسم «التغابن» من خلال الآية الكريمة (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) في ما تريد الإيحاء به من أن يوم القيامة هو اليوم الذي يشعر فيه الناس بالغبن في ما حصلوا عليه من نتائج أعمالهم ، سواء منهم المؤمنون والكافرون ، لأن المؤمن كان يستطيع الاستزادة من الحسنات في ما أضاعه من الفرص الكثيرة التي تركها من دون عمل ، ولأن الكافر كان يستطيع الحصول على الجنة من خلال الإيمان والعمل الصالح.
* * *