نور الله (١).
ففي الأولى المراد الإطفاء نفسه ، بينما المراد في التعبير الثاني السبب الموصل إلى الإطفاء ، وهو النفخ بالأفواه ، والإطفاء غرض وغاية.
(لِيُظْهِرَهُ) : الإظهار التغليب والنصرة. فإظهار شيء على غيره نصرته وتغليبه عليه.
* * *
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ)
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) فينسب إلى الله ما لم يقله ، أو ينكر ما أوحى به إلى رسوله ، من خلال تكذيبه للرسول ، أو يشرك به ما لم ينزل به سلطانا ، أو يبتعد عن مواقع رسالته (وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) في ما يتضمنه هذا الدين الذي أنزله الله على نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من إسلام الفكر والروح والواقع الله في جميع الأمور ، مما يحقق للحياة سلاما في جميع المجالات العامة والخاصة ، من خلال عبودية الإنسان لله وحريته أمام الكون كله والناس كلهم ، وفي خط العدالة التي لا يختلف فيها إنسان عن إنسان.
إنّ موقف مثل هذا الإنسان في افترائه على الله الكذب يمثّل أبشع أنواع الظلم ، لأنه يمثل التحدي لله في تجاوزه لحقه على عباده في الخضوع له والانسجام مع إرادته في دينه ، كما يمثل ظلم الإنسان لنفسه في ابتعاده عن مصلحتها في ما يتصل بسلامتها في الدنيا والآخرة ، وهكذا في ظلم الحياة والناس كافة ، في ما يضعه من حواجز وعقبات أمام الدعوة إلى الله.
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٣١٤.