قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير من وحي القرآن [ ج ٢٢ ]

154/344
*

بك ، وتقودنا إليك ، ليكون مصيرنا في رحاب رضوانك ، وفي آفاق رحمتك ، وفي نعيم جنتك ، (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) في ما تمتحنهم به من تسليطهم علينا ليطغوا وليبغوا ويمارسوا الفساد في البلاد والعباد ، في ما يظهره ذلك الامتحان من حقدهم على الإيمان كله وعلى الخير كله ، لأننا لا نريد الحياة فرصة للكفار الأشرار في ما يمكن أن يأخذوا به من الفرص الواسعة في حالات الاختيار ، (وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا) كل ما سلف من ذنوبنا (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) الذي نستمد القوة منه ، (الْحَكِيمُ) الذي نستمد الحكمة من حكمته.

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فهم القدوة الطيبة الصالحة التي تجسد الإيمان بكل وداعته وروحيته وصلابته وقوته وتعاليه عن كل المغريات ، وثباته أمام كل المخاوف ، فكانوا المثل الأعلى للناس كلهم في محبة الله وطاعته والإخلاص له ، (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) ليقتدوا بهم في إخلاص الرجاء لله ، وفي الانفتاح على المسؤولية في اليوم الآخر. (وَمَنْ يَتَوَلَ) ويعرض عن السير في خط الإيمان الذي سار عليه إبراهيم ومن معه ، فليس بضار الله في شيء ، (وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الذي لا ينفعه أحد في إيمانه أو طاعته ، ولا يضره مخلوق في كفره أو معصيته ، وهو المحمود في كل أفعاله ، كما هو المحمود في ما يتحمد به خلقه من أعمال وأوضاع.

(عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) في ما يمكن أن يوفقهم للإسلام بهدايته ، ويفتح قلوبهم على الله بتسديده (وَاللهُ قَدِيرٌ) على كل شيء. (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) للتائبين المنيبين إليه من عباده ، فلا تيأسوا من هؤلاء المنحرفين ، والتزموا خط الحق في معاملتكم لهم ، وتابعوا السير في البحث عن أفضل السبل لإعادتهم إلى الفطرة السليمة والخطة المستقيمة ، واسألوا الله لهم الهداية ، فقد يرجعون إلى الحق ، ويهتدون إلى الله ، ويلتقون بكم في رحاب الإيمان به والالتزام بشريعته.

* * *