تجلّي القدرة الإلهية في رحلة الخلق
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) هذه الرحلة المتحركة المتطورة للحياة الكامنة في التراب في خلق آدم ، أو في موقع القابلية الوجودية الحيّة المودعة في حبّاته التي تتحول إلى نبات فغذاء فنطفة تختزن الحياة في ذراتها ثم تنمو في العلقة .. ثم تمرّ في تطوّر حي .. لتتحول إلى طفل يتكامل في الرحم ثم يخرج إلى الحياة لتستمر عملية النموّ التي تصل إلى قوّة الشباب وريعانه ، ثم تبدأ في التنازل لتصل إلى مرحلة الشيخوخة بما تمثله من ضعف في كل طاقات الجسد.
(وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ) أي قبل أن يكمل هذه المراحل (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى) وهو الأمد المحدد الذي قدّره الله وجعله حتميّا لنهاية كل الناس.
(وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فتدركون ، بالعقل ، حقائق الأشياء وتتحركون ، من خلال ذلك ، في الاتجاه الصحيح الذي ينفتح على الله وعلى رسله.
* * *
إرادة الإله المطلقة ..
(هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) فهو الذي يخلق أسباب الحياة التي حركت الكون كله ، وهو الذي أودع في الحيّ سرّ الموت ، وجعل عمقه الداخلي محكوما لعوامل الموت في كل أجهزة الجسم الحيّ ..
(فَإِذا قَضى أَمْراً) وأراده وحتمه ، فإنه لا يحتاج إلى أيّ جهد أو عناء لإيجاده ، بل تكفي إرادته لتحقيق وجوده.
(فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وهي الكلمة التي تعني الحسم. وتفرض الوجود.
* * *