يقصدون شخصا بعينه ، وهذا هو الأقرب ، لأنهم تحدثوا عن رجل عظيم من القريتين ، باعتبارهما البلدين اللذين يعيشون فيهما مما يوحي ، بأن الميزان الطبقي هو مبدأ يشيرون إليه ، لا شخص بعينه.
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) وهذا هو التعليق القرآني على هذه المقولة ، فإن الرسالة ليست شأنا بشريّا يرجع أمره إلى الناس ، ليحدّدوا ملامح الرسول ، على أساس طبقي ، بل هي شأن إلهيّ ، يرحم الله به من يشاء فيمن يصطفيه لكرامته ، ويختاره لرسالته ، ممن تتوفر في فكره الصفات الرسالية وأخلاقه ، ومنهجه .. ولهذا فإنهم عند ما يتحدثون بهذه الطريقة ، فإنهم يتدخلون في شؤون الإرادة الإلهية لجهة ما يقسم الله فيه رحمته بين عباده من خلال ما يعرفه من أمور صلاحهم وفسادهم ، مما لا مكان لإبداء الرأي فيه ، ولا أساس للاعتراض عليه.
* * *
الناس درجات
(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وجعلنا لكل واحد منهم موقعا ورزقا محدودا ، وطاقة معينة ، لا يملك أيّ واحد موردا يستغني به عن الآخرين ، في ما تقوم به حياته ، أو تخضع له حاجاته ، وذلك من خلال النظام المتوازن الذي تفرضه الحاجات الإنسانية في الواقع .. فهناك جماعات تملك من المال والطاقة ما لا تملكه جماعات أخرى مما يجعلها تحتاج إليها في ذلك ، على مستوى القضايا الأساسية ، أو القضايا الطارئة المتصلة بالمواقع الجزئية في الحياة ..
(وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) فالتوازن الطبيعي يفرض اختلاف الناس في مواردهم وطاقاتهم ومواقعهم وحاجاتهم وتنوعهم في المهمّات والأدوار ، مما يجعل درجة بعضهم أعلى من درجة البعض الآخر .. ولكن هل