(الْعَذابِ الْهُونِ) : العذاب المهين المخزي.
* * *
الإنذار بالعذاب الدنيوي
لقد كان الإنذار بالعذاب هو الوجه الآخر للأسلوب الذي كان يستعمله لإثارة الكافرين والمشركين ، وحضّهم على التفكير بالمضمون العقيدي للدعوة ، وإخراجهم من أجواء اللّامبالاة التي تؤدي بهم إلى جمود الفكر وحركة الانفعال ، وفي هذه الآيات لون من ألوان الإنذار الذي يستثير ذاكرتهم التاريخية في ما حدث للأمم السابقة التي سمعوا عنها الكثير ، ليخوّفهم من حدوث شيء مماثل لهم ، لأن الأسلوب المتمرّد الذي يتبعونه مع النبي ، هو الأسلوب نفسه الذي اتبعه أولئك مع الأنبياء السابقين ومنهم صالح وثمود.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا) ولم ينفتحوا قلبا وفكرا على دعوتك ، ورفضوا الحوار الذي يؤدّي إلى إيضاح الحق من خلال البراهين التي يقدّمها ، والحجج التي يحتج بها ، (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) التي أهلكتهم فلم تبق منهم أحدا ، والصاعقة ـ كما قيل ـ هي الصوت الشديد من الجوّ ثم يكون نارا تؤدي إلى العذاب أو الموت ، وهي في ذاتها شيء واحد ، وهذه الأشياء تأثيرات منها.
* * *
توحّد دعوة الرسل
(إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) فهذه حقيقة تفرض نفسها على العقل والوجدان فلا مجال للشك في وحدانية الله ، لذا لا بد للعباد من أن يوحدوا عبادة الله بما تفرضه من خضوع مطلق وطاعة مطلقة له ، فإذا كان لديكم شبهة حول وحدانية الله نتيجة ما يمكن أن تعيشوه من عقد