الله الذي يقرّر الحقيقة الحاسمة في ما يخبر به عنها على لسان النبي الصادق الذي لم يجربوا عليه كذبا في حياته.
(وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) فإن الإيمان بالساعة يفرض اتباع النبي في رسالته لأن ذلك هو طريق الوصول إلى رضوان الله ونعيمه فيها ، وقيل إنه من كلام الله تعالى عن نفسه ، أي اتبعوا هداي أو شرعي أو رسولي ، ولعل الوجه الأول أقرب للجوّ العام.
(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ) عن الأخذ بالرسالة في خط السير في الحياة في علاقتكم بالله وبالرسول وبالناس وبالحياة من حولكم ، فإنه يريد أن يبعدكم عن الله ، ليقودكم إلى مواقع غضبه التي تؤدي بكم إلى نار جهنم (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) فتعاملوا معه كما يتعامل الإنسان مع عدوّه في الحذر وفي الاستعداد الدائم للمواجهة.
* * *
عيسى يدعو قومه إلى التقوى وعبادة الله الواحد
(وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ) التي أقدره الله عليها من المعجزات الخارقة (قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ) في ما يتضمنه الإنجيل من التعاليم التي تمنحكم الذهنية الروحية والعملية ، ومقدرة التوازن في الحياة بحيث تملكون ـ معها ـ وضوح الرؤية للأشياء من حولكم ، وللموقف الذي ينبغي لكم أن تأخذوه في علاقتكم بها ، فتضعون الأشياء في مواضعها في الكلمة والموقف والمنهج.
(وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) من قضايا العقيدة ، ومن أحداث الحياة ، مما تحتاجون فيه إلى القاعدة الثابتة القوية التي تكون أساسا للتفكير ، ومنهجا للحركة ، لأن مشكلة كثير من الناس عند ما يختلفون ، هي افتقارهم إلى اللغة المشتركة في دائرة الفكر ، التي يتفاهمون بها ، ويلتقون عليها ، وكل