لأن المقاتلين ينتصرون أو ينهزمون بالقوة أو الضعف الداخلي ، قبل القوة العسكرية ، أو الضعف العسكري. ولهذا وجدنا الحرب الإعلامية تحقق الانتصار والهزيمة قبل الدخول في المعركة ، في ما تحققه من هزيمة نفسية تضعف معنويات المعركة ، أو في ما تحققه من معنويّات عالية تزيد من فرص النصر.
وعلى ضوء ذلك ، نعرف أنّ الإسلام يتحرّك في خط الأسلوب الواقعي في العمل ، في نطاق المصلحة الإسلامية العليا ، بعيدا عن الأجواء المثالية التي تتجمّد أمام حرفيّات التشريع أو مثاليات الأخلاق ... ولعلنا نستطيع أن نقرّر ـ من خلال ذلك ـ أن القيم الأخلاقية الإسلامية ليست مطلقة ، بل هي نسبيّة محدودة بحدود مصلحة الإنسان العامة ، في ما تفرضه من الانسجام معها في بعض المواقع أو الابتعاد عنها في مواقع أخرى ، مما يدفعنا إلى الابتعاد عن إصدار الأحكام الأخلاقية بشكل مطلق.
* * *