(لِيُثْبِتُوكَ) : في المجمع : الإثبات : الحبس ، يقال : رماه فأثبته ، أي حبسه مكانه. وأثبته في الحرب ، إذا جرحه جراحة مثقلة (١).
* * *
مناسبة النزول
جاء في الدر المنثور للسيوطي ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) قال : تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ـ يريدون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه ... فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبات عليّ رضي الله عنه على فراش النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخرج النبي حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا رض الله عنه يحسبونه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فلمّا أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوه عليّا رضي الله عنه رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري. فاقتصّوا أثره ، فلمّا بلغوا الجبل ، اختلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال (٢).
* * *
قريش تتآمر على النبي قبل الهجرة
وهذا حديث عن الأجواء التي سبقت الهجرة النبويّة من مكة إلى المدينة وهيّأت لها. فقد ضاقت قريش ذرعا بالنبي ، بعد أن استنفدت كل الأساليب التي حاولت من خلالها الضغط عليه نفسيا وجسديا من أجل أن يترك دعوته ،
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٨٢٦.
(٢) الدر المنثور ، ج : ٤ ، ص : ٥٠ ـ ٥١.