هي أمانة في مستوى المسؤولية ، ونعمة في مستوى الامتحان. فقد أراد للأموال أن تكون من حلال وأن تصرف في الحلال ، كما أراد للأولاد أن يكونوا مؤمنين صالحين عاملين بما يرضي الله ويصلح الناس. فهي فتنة ، يفتن الإنسان بها ويختبر ، ليعرف ما إذا كان يقوم فيها بما يستوجب مرضاة الله أو بما يستوجب سخطه ، فإذا قام الإنسان فيها بطاعة الله ، فإنه سيحصل على الثواب الكبير منه. (وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) لمن آمن به وأخلص له الإيمان والطاعة. وهكذا يعتبر القرآن ملكية المال وظيفة إنسانية ، من أجل تحويله إلى طاقة حيّة منتجة من أجل بناء الحياة والإنسان ، كما يعتبر الأبوّة للأولاد رسالة يؤدي أحد الأبوين ـ أو كلاهما ـ من خلالها مهمّته ، ويقوم بدوره في تربية الأعضاء الفاعلين للأمة الذين يعملون من أجل المعاني الروحية والإنسانية التي جاءت بها الرسالات الإلهية إلى العالم.
* * *