والإيحاء ، كما لو كان حديث النفس الذي قد يقترب من حركة الكلمة في الشفاه ، ولكنه يبتعد عن الصوت القويّ في الحناجر (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) ليكون ذكر الله هو البداية التي يبدأ الإنسان بها يومه ، وليكون النهاية التي يختم بها ذلك اليوم ، فذلك هو الذي يجدد لك اليقظة الروحية الإيمانية في روحك وفكرك وضميرك ، (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ) الذين يعيشون الغفلة ، فلا يشعرون بشيء من حولهم ، وينسون الله في كل ما يحيط بهم.
* * *
حال الملائكة مع الله تعالى
(إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) من الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) في ما يبتهلون إليه في الدعاء ، وفي الذكر والصلاة ، وفي كل أساليب الخضوع والخشوع ، (وَيُسَبِّحُونَهُ) في إحساس منهم بالعظمة الإلهية. (وَلَهُ يَسْجُدُونَ) في تعبير عن العبودية الخالصة بكل معانيها وبكل أحاسيسها ، في ما يمثّله السجود من الاستسلام الكلي لله ، ومن الانسحاق أمامه ، في روحية الإيمان وصفاء الروح.
* * *