معاني المفردات
(تَغَشَّاها) : التغشية كناية عن الجماع بين الرجل والمرأة.
* * *
الإنسان في تعاطيه مع الله
في هذه الآيات لون من ألوان الحديث عن حالة الإنسان الطبيعية التي تدفعه إلى اللجوء إلى الله في ما يخاف ويرجو ، فيعاهده على الإخلاص له في خط الإيمان والتوحيد ، حتى إذا حصل له ما يرجوه أو دفع عنه ما يحذره ، نسي ذلك كله ، واستغرق في ذاته حيث أطماعه وشهواته ، فأشرك بالله شرك عبادة فيمن كان يطيعهم في معصية الله ... ثم ينطلق الحديث عن الشرك والشركاء في أسلوب تحليليّ يفصّل فيه سخف هذا الاتجاه ، وطريقة تحذيرية يبين فيها نتائجه السلبية على مصير الإنسان في حياته.
(* هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) في ما يمثله النوع الإنساني من الزوجية في الوجود في الذكر والأنثى ، (لِيَسْكُنَ إِلَيْها) فيحسّ معها بالراحة والطمأنينة والهدوء والمتعة ... (فَلَمَّا تَغَشَّاها) وهو كناية عن جماع الرجل للمرأة ، (حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) وذلك من خلال بداية النطفة في النموّ ، في ما تمثله من حمل خفيف لا يثقل بدن المرأة ، (فَمَرَّتْ بِهِ) من دون أن يمنعها عن حرية الحركة أو خفّتها ، فكانت تذهب وتجيء وتمارس كل أعمالها بطريقة طبيعية لا ثقل فيها ، (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) وكبر حملها وتحول إلى جنين كامل ينتظر لحظة الولادة ، وبدأت الآلام وبدأ الخوف على النفس وعلى الجنين ، رجعا إلى الله ـ أي الرجل والمرأة ـ في دعاء متوسّل يحمل معنى العهد والميثاق. (دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا) ولدا (صالِحاً) سالما من كل عيب