(وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) فإذا كان هناك احتمال واحد للوصول إلى نتيجة إيجابية في خط التقوى لديهم ، فيجب أن يلاحق في تجربة عملية واعية ، لأن من الممكن أن تنجح التجربة الأخيرة في ما لم تنجح فيه التجارب السابقة ، مما لا يجعل مجالا لليأس ... ثم ما معنى أن يفكر الدعاة إلى الله في الانسحاب من الساحة أمام عوامل اليأس ، في الوقت الذي تفرض عليهم فيه الدعوة محاربة كل هذه العوامل السلبيّة ، ومواجهتها بصبر وثبات ، ليفتحوا في داخلها عناصر الأمل.
* * *
الله يمسخ المصرّين على الكفر قردة
(فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) ولم يفتحوا قلوبهم على الذكرى الواعية التي تفتح القلوب على الله ، وواجهوها بطريقة اللامبالاة ، بعيدا عن أيّة مسئولية عامّة أو خاصة ، (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) من العذاب الذي حل بهؤلاء ، (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم بالكفر والضلال (بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) ، وذلك هو جزاء الفاسقين الذين لا ينفتحون على الموعظة ، ولا يلجأون إلى الفكر والتأمّل في قضايا العقيدة والحياة ... (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) ، وتمرّدوا على الله ، فعصوا أوامره ونواهيه ، وبالغوا في ذلك ، مسخناهم و (قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) ، وذلك هو غاية عقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة.
* * *