(خاسِئِينَ) : صاغرين ومبعدين.
(تَأَذَّنَ) : من الأذان وهو الاعلام.
(يَسُومُهُمْ) : يذيقهم.
* * *
اختلاف المؤمنين من بني إسرائيل في الموقف من المتمردين منهم
وتعاظم التمرّد على الله في وسط بني إسرائيل ، واختلف المؤمنون الطائعون لله في تحديد الموقف من أولئك المتمردين ، وفي طريقة مواجهتهم ، فكان بينهم اليائسون الذين يرون عدم الجدوى في أساليب الوعظ والإرشاد ، لأن القوم قد تجاوزوا الحدود الطبيعية في الفسق والعصيان ، وقطعوا شوطا بعيدا في هذا الاتجاه ، وأغلقوا آذانهم وقلوبهم عن أيّة كلمة هادية ناصحة ، وكان بينهم الرساليون الذين يشعرون بأن الدعوة يجب أن تحرّك في كل أفق ، لتشرق فيه مهما كانت أوضاع الظلام في أجوائه ، وأن الكلمة الواعظة الناصحة يجب أن تقال لكل إنسان ، لتبعث فيه الإيمان والصلاح ، مهما كانت قوة عناصر الفساد والضلال في داخله ، لأن هناك جانبا من الخير يتحرك دائما في قلب الإنسان إلى جانب العوامل الأخرى ، فلا بد لنا أن نرعاه ونقويه ، ونستفيد من كل فرصة ممكنة في إيقاظه وتنميته ، من أجل إفساح المجال له لدفع الإنسان إلى الاتجاه الصحيح. ولا مجال لليأس في حركة الرسالة في الحياة ، لأن عملية النمو والتحرك ، لا تواجه الساحات الخالية من التعقيد ، بل تواجه الساحات المعقّدة التي تتشابك فيها المشاكل وتتعقد فيها الأوضاع ،