الفصل الرابع
في أنّ الواحد لا يصدر عنه إلّا الواحد (١)
والمراد بالواحد الأمر البسيط الّذي ليس في ذاته جهة تركيبيّة مكثّرة (٢).
__________________
(١) هذا مذهب الحكماء والمعتزلة من المتكلّمين على ما نقل في نقد المحصّل : ٢٣٧ ، وشوارق الإلهام : ٢٠٦.
وأمّا الأشاعرة فذهبوا إلى خلاف ذلك. قال العلّامة الإيجيّ في المواقف : «يجوز عندنا ـ يعني الأشاعرة ـ استناد آثار متعدّدة إلى مؤثّر واحد بسيط ، وكيف لا ونحن نقول بأنّ جميع الممكنات مستندة إلى الله تعالى». راجع كلام الماتن في شرح المواقف : ١٧٢. وتبعهم الفخر الرازيّ ، فإنّه نقل أربعة براهين على رأي الحكماء ثمّ ناقش في الجميع ، فراجع المباحث المشرقيّة ١ : ٤٦٠ ـ ٤٦٨.
وقال صدر المتألّهين في شرح الهداية الأثيريّة : ٢٥٤ ـ بعد التعرّض لشبهات الرازيّ ـ : «والاشتغال بجواب أمثال هذه الشبهات تضييع للأوقات من دون فائدة ، فإنّ قائلها إمّا أن لا يقدر على إدراك ...». وإن شئت تفصيل ما قاله أساطين الحكمة في الردّ على شبهات الرازيّ فراجع الأسفار ٢ : ٢٠٤ ـ ٢١٢ و ٧ : ١٩٢ ـ ٢٤٤ ، والقبسات : ٣٥١ ـ ٣٦٧ ، وشوارق الإلهام : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، وشرح الإشارات ٣ : ١٢٢ ـ ١٢٧.
(٢) لا يخفى أنّ لفظ «التركيب» يطلق بالاشتراك على معان :
١ ـ التركيب من المادّة والصورة.
٢ ـ التركيب من الجنس والفصل.
٣ ـ التركيب من العرض والموضوع.
٤ ـ التركيب من الأجزاء المقداريّة. ـ