الفصل الثالث
في انقسام العلم الحصوليّ إلى كلّيّ وجزئيّ
وما يتّصل به
ينقسم العلم الحصوليّ (١) إلى كلّيّ وجزئيّ. والكلّيّ ما لا يمتنع العقل من فرض صدقه على كثيرين ، كالإنسان المعقول ، حيث يجوّز العقل صدقه على كثيرين في الخارج. والجزئيّ ما يمتنع العقل من تجويز صدقه على كثيرين ، كالعلم بهذا الإنسان الحاصل بنوع من الاتّصال بمادّته الحاضرة ، ويسمّى : «علما حسّيّا وإحساسيّا» ، وكالعلم بالإنسان المفرد من غير حضور مادّته ويسمّى : «علما خياليّا» (٢).
__________________
(١) والمراد من العلم الحصوليّ هو التصوّر ، فكان الأولى أن يقدّم انقسام العلم الحصوليّ إلى التصوّر والتصديق.
(٢) المشهور أنّ أقسام العلم الحصوليّ أربعة ، فزادوا على الثلاثة التوهّم. وذهب المصنّف فى المقام ـ تبعا لصدر المتألّهين في الأسفار ٣ : ٣٦٢ ـ إلى أنّها ثلاثة : الإحساس والتخيّل والتعقّل. ولكنّه ذهب في تعليقته على الأسفار ٣ : ٣٦٢ إلى أنّ العلم الحصوليّ ينقسم إلى قسمين : العلم الحصوليّ العقليّ ، والعلم الحصوليّ الخياليّ ؛ فقال ـ بعد إسقاط الوهم بأنّ الوهم إنّما ينال امورا جزئيّة موجودة في باطن الإنسان ، كالمحبّة والعداوة ، ولا مانع من نسبة ـ