قال الزمخشري (١) : ووجهها على إشكالها أن يقال : أقحم الموصول الثاني بين الأوّل وصلته تأكيدا ، كما أقحم جرير في قوله : [البسيط]
٢٧٦ ـ يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم |
|
........... (٢) |
تيما الثاني بين الأوّل ، وما أضيف إليه ، وكإقحامهم لام الإضافة بين المضاف والمضاف إليه في نحو : «لا أبا لك» قيل : هذا الذي قاله مذهب لبعضهم ؛ ومنه قوله : [الطويل]
٢٧٧ ـ من النّفر اللّاء الّذين إذا هم |
|
يهاب اللّئام حلقة الباب قعقعوا (٣) |
ف «إذا» وجوابها صلة «اللّاء» ، ولا صلة للذين ؛ لأنه توكيد للأول ، إلا أن بعضهم يرد هذا القول ، ويجعله فاسدا من جهة أنه لا يؤكد الحرف إلا بإعادة ما اتّصل به ، فالموصول أولى بذلك ، وخرج الآية والبيت على أن «من قبلكم» صلة للموصول الثّاني ، والموصول الثّاني وصلته خبر لمبتدأ محذوف ، والمبتدأ وخبره صلة الأول ، والتقدير : «والّذين هم من قبلكم» ، وكذا [البيت](٤) فجعل «إذا» وجوابها صلة [للّذين ، والّذين خبر لمبتدأ محذوف ، وذلك المبتدأ وخبره صلة](٥) ل «اللاء» ، ولا يخفى ما في هذا التعسّف.
قوله : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
«لعل» واسمها وخبرها ، وإذا ورد ذلك في كلام الله ـ تعالى ـ فللناس فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أن «لعلّ» على بابها من الترجّي والإطماع ، ولكن بالنسبة إلى المخاطبين ، أي: لعلّكم تتقون على رجائكم وطمعكم ؛ وكذا قال سيبويه في قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) [طه : ٤٢] : أي : اذهبا على رجائكما.
__________________
(١) صدر بيت وعجزه :
لا يلقينكم في سوءة عمر
ينظر ديوانه : (٢١١) ، المقتضب : (٤ / ٢٢٩) ، الخصائص : (١ / ٣٤٥) ، النوادر : (١٣٩) ، الأزهية : (٢٤٧) ، العيني : (٤ / ٢٤٠) ، أمالي ابن الشجري : (٢ / ٨٣) ، والكشاف : (١ / ٩١) ، والدر المصون : (١ / ١٤٦).
(٢) ينظر الكشاف : ١ / ٩١.
(٣) البيت لأبي الربيس ينظر في خزانة الأدب : ٦ / ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٠ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٩ ، ولسان العرب (لوى) ، الأشباه والنظائر : ٤ / ٣٠٨ ، والحيوان : ٣ / ٤٨٦ ، والعقد الفريد : ٥ / ٣٤٣ ، الدر المصون : (١ / ١٤٦).
(٤) سقط في أ.
(٥) سقط في أ.