٣١ ـ كحلفة من أبي رياح |
|
يسمعها لاهه الكبار (١) |
فجاء به على الأصل قبل التعريف ، نقل ذلك أبو زيد البلخي (٢) ـ رحمهالله تعالى ـ.
ومن غريب ما نقل فيه ـ أيضا ـ أنّ الأصل فيه «الهاء» التي هي كناية عن الغائب ، قالوا : وذلك أنّهم أثبتوه موجودا في نظر عقولهم ؛ فأشاروا إليه بالضمير ، ثمّ زيدت فيه لام الملك ، إذ قد علموا أنه خالق الأشياء ومالكها ، فصار اللفظ «له» ، ثمّ زيد فيه الألف واللّام ؛ تعظيما وتفخيما ، وهذا لا يشبه كلام أهل اللغة ، ولا النّحويّين ، وإنما يشبه كلام بعض المتصوّفة.
ومن غريب ما نقل فيه ـ أيضا ـ أنّه صفة ، وليس باسم ، واعتلّ [هذا الذاهب إلى](٣) ذلك ؛ أنّ الاسم يعرّف المسمّى ، والله ـ تعالى ـ لا يدرك حسّا ولا بديهة ، فلا يعرّفه اسمه ، وإنما تعرّفه صفاته ؛ ولأنّ العلم قائم مقام الإشارة ، وذلك ممتنع في حقّ الله تعالى.
وقد ردّ الزمخشريّ هذا القول بما معناه : أنّك تصفه ، ولا تصف به فتقول : إله عظيم واحد كما تقول : شيء عظيم ، ورجل كريم ، ولا تقول : شيء إله ، كما لا تقول : شيء رجل ، ولو كان صفة لوقع صفة لغيره لا موصوفا.
وأيضا : فإنّ صفاته الحسنى ، لا بدّ لها من موصوف بها تجري عليه ، فلو جعلناها كلّها صفات بقيت غير جارية على اسم موصوف بها ، وليس فيما عدا الجلالة خلاف في كونه صفة ، فتعيّن أن تكون الجلالة اسما لا صفة ، والقول في هذا الاسم الكريم يحتمل الإطالة ، وهذا القدر كاف.
فصل في اختصاص لفظ الجلالة به سبحانه
قال ابن الخطيب (٤) ـ رحمة (٥) الله تعالى عليه ـ : أطبق جميع الخلق على أنّ قولنا :
__________________
(١) البيت للأعشى. ينظر ديوانه : ص ٣٣٣ ، وجمهرة اللغة ص ٣٢٧ ، وخزانة الأدب : ٢ / ٢٦٦ ، ٢٦٩ ، ٧ / ١٧٦ ، والدرر : ٣ / ٣٩ ، ولسان العرب : (أله) ، ١٣ / ٥٣٩ (لوه) ، وهمع الهوامع : ١ / ١٧٨ ، والمقاصد النحوية : ٤ / ٢٣٨ ، وشرح المفصل : ١ / ٣ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ١٥ ، وروح المعاني : ١ / ٥٦ ، والبحر المحيط : ١ / ١٢٥ ، والتفسير الكبير : ١ / ١٣٧ ، والدر : ١ / ٥٩.
(٢) أحمد بن سهل ، أبو زيد البلخي : أحد الكبار الأفذاذ من علماء الإسلام ، جمع بين الشريعة والفلسفة والأدب والفنون ولد في إحدى قرى «بلخ» سنة ٢٣٥ ه ، وفي فهرست «ابن النديم» قائمة مؤلفاته وهي كثيرة منها : «أقسام العلوم» ، و «شرائع الأديان» ، و «كتاب السياسة الكبير» ، و «كتاب السياسة الصغير» ، و «نظم القرآن» وينسب إليه كتاب «البدء والتاريخ» ، وأكثر أهل التحقيق على أنه لمطهر بن طاهر المقدسي. ينظر الأعلام : ١ / ١٣٤ ، ولسان الميزان : ١ / ١٨٣.
(٣) سقط في أ.
(٤) ينظر الفخر الرازي : ١ / ١٣٧.
(٥) في ب : الخليل.